س : ما حكم تبديع جملة من أئمة أهل السنة بحجة أنهم أخطأوا في العقيدة مثل النووي وابن حجر وغيرهما؟ (1)
ج : من أخطأ لا يؤخذ بخطئه ، الخطأ مردود مثل ما قال مالك رحمه الله : " ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر " يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل عالم يخطئ ويصيب ، فيؤخذ صوابه ويترك خطؤه ، وإذا كان من أهل العقيدة السلفية ووقع في بعض الأغلاط ، فيترك الغلط ولا يخرج بهذا من العقيدة السلفية إذا كان معروفا باتباع السلف ، ولكن تقع منه بعض الأغلاط في بعض شروح الحديث أو في بعض الكلمات التي تصدرمنه فلا يقبل الخطأ ولا يتبع فيه ، وهكذا جميع الأئمة إذا أخطأ الشافعي أو أبو حنيفة أو مالك أو أحمد أو الثوري أو الأوزاعي أو غيرهم ، يؤخذ الصواب ويترك الخطأ ، والخطأ ما خالف الدليل الشرعي ، وهو ما قاله الله ورسوله ، فلا يؤخذ أحد من الناس إلا بخطأ يخالف الدليل ، والواجب اتباع الحق ، قال الله تعالى : { مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
وقد أجمع العلماء على أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالواجب اتباع ما جاء به وقبوله ، وعدم رد شيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام ؛ للآية الكريمة المذكورة ، وما جاء في معناها ؛ ولقوله تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
__________
(1) سؤال موجه لسماحته بعد الدرس الذي ألقاه في المسجد الحرام بتاريخ 25\ 12\ 1418 هـ.
موقع: سحاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق